أيها الربيع الآتى من منابع تقدمات السماء الثرية !
لامساً بأنامل شهوة المحبة الواعية للعطاء :
..تراب الأرض.
فيشتعل كل جديب :
.. بالحياة .
وتنهض على عظمة ندائك فى قيامة مجيدة :
كل بذرة سقطت فى قبضة الشتاء ،
وتدثّرت التراب ،
ولبست المسوح فى هجود الموت على رجاء مجيئك المبارك .
حاملة فى بهجة الانتصار :
كيانها الناهد لحضن أبكارها من الثمار للبقاء..
فيمتلىء كل الكون ، بآيات :
جمالها ، وسحرها ، ونضارتها ، وخيراتها المنزلة .
احمل ، أيها الربيع ، إلهامك ورؤاك عبر موكب ازدهارك .
واقترب بسلطانك ، إلى : توأم الارض ..
..إلى الإنسان .
وليقتحم نداؤك ضجيج الصمت الغاضب : أنهض ! ..
.. فننهض .
ونعود بقلبنا النابض الذى به ولدنا .
ولامس أحلامنا الجديدة القادمة ،
فيتوهج تراب الإنسان .
- توهج كوكبنا فى انطلاقة الخلق والابتداء - ..
فتشرق حياتنا بالنور والتألق فى فصل الروح المتجدد.
وتستيقظ فى نفوسنا ، بذور المشاعر النبيلة الغنية الفياضة ..
التى نعست طويلاً فى أعماقنا .
ودغمت بتراب خريف ارتدادنا .
.. فى انتفاضة وعى جديد إلى ملء القيامة مع بواكيرك .
*** *** ***
أيها الربيع الذى فى الجمال !
ليأت ملكوتك ،
- كما فى الطبيعة ، كذلك فى حياتنا - ..
.. كل أيام العام .
.. وكل الأعوام .
ولترافقنا فى مشوارنا الروحى على كوكب جهادنا ..
فيزيد برّ ترابنا على تراب أرضنا .
ونقترب من محاسنك الابدية .
ونصير ربيعاً إنسانياً يليق بالإنسان .
ربيعاً يعانق ربيعك .
نعيّد فيه القيامة كل لحظة فى قلوبنا .
وتتجدد الآمال الخالدة فى الحياة التى لا تموت إلا للحياة !