لأن السباق نحو الجديد في عالم التكنولوجيا بشكل عام، وتكنولوجيا المعلومات على وجه التحديد لا يتوقف ولا يعترف إلا بالمراهنة على المستقبل، فإن عمالقة هذا المجال لا يتوقفون عن تدشين الجديد في كل يوم، فمع حلول عام 2010 سوف يصبح الناس قادرون على تحريك ما يوجد على أجهزة الكمبيوتر الشخصية الخاصة بهم من خلال لمس الشاشة بأصابعهم كما ذكرت مايكروسوفت. ووفقًا لما ذكره تقرير القسم التكنولوجي بصحيفة "التايمز" البريطانية فإن مايكروسوفت قررت وضع نهاية لإستخدام الفارة (الماوس) بظهور أحدث نظام تشغيل للكمبيوتر والذي يعتمد على فكرة ونجاح نظام التشغيل المنافس لشركة آبل و الذي يعمل بشاشة اللمس.
حيث أن نظام ويندوز7 سوف يساعد مستخدمي الكمبيوتر الشخصي على العمل عليه من خلال اللمس وليس الإشارة والنقر باستخدام الفارة، مما يشير إلى أن شركة البرمجيات العالمية تعتقد أن عهد استخدام الفارة ولوحة المفاتيح قد قارب على نهايته. ولكن بعض النقاد يقولون بأن شركة مايكروسوفت مازالت بعيدة عن تطبيق واستبدال النظام الحالي لتشغيل أجهزة الكمبيوتر الذي يعمل منذ اكتشافه بواسطة باحثي شركة زيروكس خلال فترة السبعينيات من القرن العشرين. ومن غير الواضح إلى أي مدى سوف يقبل العاملين في المكاتب ومستخدمي الكمبيوتر في المنازل بفكرة التخلي عن مهارات الكتابة التي تعلموها ويقرروا البدء في التعامل مع الصور الموجودة على شاشة كبيرة للكمبيوتر.
إن نظام ويندوز7 لتشغيل الكمبيوتر – والذي لن يتم إطلاقه إلا في عام 2010 – يمثل أحدث ما تم التوصل إليه في سلسلة طويلة من محاولات شركة مايكروسوفت اللحاق بالريادة التقنية التي تحققها شركة آبل ، على الرغم من أن مايكروسوفت العملاقة في مجال البرمجيات تتقدم على منافستها بمراحل.
ويقول بيل غيتس، رئيس مجلس إدارة مايكروسوفت في مؤتمر عقد في كاليفورنيا هذا الأسبوع : إن الطريقة التي تتعامل بها مع نظام التشغيل سوف تتغير بشكل كبير. ففي الوقت الحالي يعتمد التعامل مع نظام التشغيل على استخدام كل من الفارة ولوحة المفاتيح. ولكن من المتوقع أن يتعامل المستخدمين مع نظام التشغيل المرتقب من خلال التحدث ومن خلال استخدام قلم بالإضافة إلى التقبيل كوسائل للتعامل مع الكمبيوتر.
ولكن روبرتا كوزا، المحللة المعروفة تقول: إن استخدام عملية اللمس مع التليفونات المحمولة قد يكون شيئا مفيدا في تنفيذ المهام بسهولة وسرعة ، ولكن مع الكمبيوتر فهذا سيتطلب منك أن ترفع ذراعيك في كل مرة للتعامل مع الكمبيوتر من خلال شاشة عرضها 17 بوصة مما يجعل الأمر صعبا.
وعلى الرغم من أن مايكروسوفت تكره التسليم بنجاح منافسيها، فهي قلقة من انتشار تقنية واجهة التطبيق التي تعتمد على استخدام اللمس في كثير من الآلات بداية من أجهزة استقبال الأقمار الصناعية وحتى التليفون المحمول. ومن المتوقع أن تظهر شاشة تعمل باللمس هذا العام .
كما قال كريس فلورز مدير فريق عملاء ويندوز في مايكروسوفت: إن واجهات التطبيق التي تعمل باللمس أصبحت تظهر في كل مكان حيث تضم التليفونات الخلوية وأدوات التحكم عن بعد وأجهزة تحديد المواقع الجغرافية وأكثر من ذلك. كما أن مايكروسوفت في حاجة إلى نقلة كبيرة بعد النجاح الذي حققته تكنولوجيا شركة آبل في هذا المجال وبعد فقدها المعركة مع غوغل من أجل السيطرة على الإنترنت والنجاح الضئيل الذي واجهه خروج نظام التشغيل فستا في العام الماضي.
ومع أن نظام ويندوز يظل أفضل نظام تشغيل، إلا أن مايكروسوفت لا تستطيع التخلي عن محاربة منافستها. وعندما سئل ستيف بالمر المدير التنفيذي لمايكروسوفت عن أي الشركتين مايكروسوفت أم آبل ستكون الأولى في الظهور إلى السوق بنظام التشغيل الجديد الذي يعمل بلمس الشاشة، أجاب بالمر بأن الشركتين لا تتنافسان بشكل مباشر.
وقد أجبرت مايكروسوفت هذا الشهر على التخلي عن عطاء بمبلغ 47.5 مليار دولار أميركي من أجل شراء شركة ياهو في محاولة منها لسحب سيطرة غوغل على الإنترنت. والكثير من عملاء مايكروسوفت حتى الآن لم يقوموا بتحديث أنظمة تشغيل أجهزتهم واستخدام نظام التشغيل الجديد فستا . حيث أن 140 مليون نسخة من هذا النظام الجديد لم يتم بيعها إلا كحزم مع أجهزة الكمبيوتر المشتراة. ويوضح عرض الفيديو الموجود على موقع مايكروسوفت عن نظام ويندوز7 المرتقب التكنولوجيا التي يعتمد عليها هذا النظام في التعامل مع الكمبيوتر من خلال حركات ونقرات بسيطة رقيقة.
وعلى الرغم من الشرح البارع إلا أنه ليس واضحا أن صناع أجهزة الكمبيوتر ينجذبون إلى هذا النظام الجديد ويندوز7. حيث ذكرت شركة ديل أكبر ثاني شركة في مجال تصنيع أجهزة الكمبيوتر في العالم، بأن النظام الذي يستخدم اللمس في تشغيل الكمبيوتر يعد ممتعا ، ولكنها تراجعت عن التصريح إذا كانت ستنتج أجهزة كمبيوتر تستخدم هذا النظام في فبراير عام 2010 أم لا وهو الوقت الذي قالت عنه مايكروسوفت أنه وقت ظهور نظام التشغيل الجديد الذي يعمل باللمس.
نظرة تاريخية لأنظمة الويندوز
- نظام ويندوز3.0 (1990): يعد أول محاولة ناجحة لشركة مايكروسوفت من النظام الذي يستخدم واجهة التطبيق الرسومية، وعلى الرغم من أنه يبدو أقل من نظام آبل ماكنتوش من حيث الشكل إلا أن شركة مايكروسوفت قد باعت منها أكثر مما باعت منافستها من نظام التشغيل الخاص بها. فمازال إسم الويندوز له قبول لدى المستخدمين.
- نظام ويندوز95: استطاعت مايكروسوفت بهذا النظام مسايرة شركة آبل حيث أنتجت نظاما للتشغيل ذو واجهة استخدام سهلة ويستخدم أسماءا طبيعية للملفات.
- نظام ويندوزXP (2001): ظهر نظام ويندوز إكس بي بعد إجراء وإدخال العديد من التحديثات على نظام ويندوز95. وقد كان نظام تشغيل أكثر ثباتا من نظام 95 وبيع منه الكثير ولكن به العديد من الأخطاء التأمينية والتي أظهرها الفيروس الذي تسرب إلى الإيميلات في كثير من أنحاء العالم.
- نظام التشغيل فستا (2007):هذا النظام يتطلب لتشغيله بكفاءة أجهزة كمبيوتر عالية الإمكانيات. وقد بيع منه 20 مليون نسخة في الشهر الأول، وقد وصلت مبيعاته كما قال بيل غيتس إلى 100 مليون بحلول شهر يناير 2008، ولكن الإنتقادات تلاحقه منذ صدوره وترتفع وتيرتها في الآونة الأخيرة.