فـــــأس الألـــــــــــم
[]كان يوسف الصديق في عنفوانه شبابه, وجُرب بأقسى ما يُجرب به الشباب, ولكنه وقف ثابتاً لا يتزعزع مع توالي التجارب والآلام عليه؛ وهو في ذلك يقدم مثالاً عالياً للشبان وقدوة يحتذي بها.
شرب يوسف كأس الألم حتى الثمالة, وفي كل أدوار حياته تراه لا يتطرق الشك إلى قلبه, ولا يتسرب الوهن إلى عزيمته.
وهو في ذلك يقدم لنا أعظم مثال في الثبات على المبدأ مهما تنكر لنا العالم أو تغير.
عزيزي القارئ
هل اختبرت في حياتك ذلك الاختبار المُر الذي اختبره يوسف؟
هل تُصوب السهام نحوك؟
هل تحس بالوحشة والانقباض وكدت تُبتلع من فرط الحزن؟
تشجع عالماً أن هذا الطريق قد سلكه آخرون قبلك.
لقد عومل المسيح ربك نفس المعاملة من خاصته..
لا تخف من خصومك, كن مسامحاً محتملاً.
يا من تتجرع كأس الآلام الآن. ثق بأنه لا بد أن يأتي أخيراً ذلك الوقت الذي يُظهر الله فيه حقك مثل الظهيرة وينتقم لمظالمك.
لقد طال الانتظار وأحاط الغموض بمستقبل السجين (يوسف الصديق), فقد نسيه الجميع, حتى أظلمت الحياة في عينيه, ولبدت الغيوم سماء حياته, ولكن الله لم ينسه قط, فلكل شيء في خطة الله ميعاد.
وفي اليوم المحدد أزاح الله الغيوم التي أحاطت بمستقبله وأخرجه من سجنه مكرماً, وأقامه سيداً على مصر, وأميناً على خزائن البلاد.
إن الغموض المخيف قد يحيط بمستقبلنا, فيصبنا الخوف أو القلق أو التوتر.
لكن الله الذي خلقنا يستطيع أن يضمن لنا مستقبلنا, ويملأ نفوسنا سلاماً وطمأنينة. فهو وحده الممسك بخيوط الحياة وأطراف الزمن. وهو الذي يشق ظلام الليل ويخرج منه نهاراً جديداً في كل صباح.
إن الله يشرق علينا في كل صباح بنوره,
فيبدد ظلام الليل,
وفي قلب الظلام يبعث فينا إيـماناً بالفجر القادم.
إن الله يحفر لنا آبار السعادة بفأس الألم