تطريز الحياة
حياتنا كلها خيوط متشابكة لاتستطيع ان تفصلها عن بعضها لانها تستمد استمراريتها من تشابكها
نندم , نغضب , نفرح , نحزن , نثور , نهدأ......
كل هذا يحدث فى اليوم الواحد ولاندرى لماذا رؤية الامور بفكرنا الارضى تكون مهزوزه بينما عندما نراها من خلال الله تنقلب الايه وترتفع الاصوات شكرا وتمجيدا
ذات يوم وبعد ان بلغت العاشرة من عمرى كانت امى تقوم بشغل لوحة كانفا من الصوف وانا ذاك جالسا على الارض الهو بجوار قدميها
التفت الى امى وسألتها ماذا تفعلين ياماما اخبرتنى بأنها تعمل فى كانفا جميله جدا
نظرت من اسفل الى قطعة الكانفا التى كانت فى يدها وبدت لى متشابكه والخيوط داخله بعضها ببعض ومنظرها سىء للغايه
حينئذ اشتكيت لها عن الامر.. ابتسمت والدتى وقالت لى بصوت ملىء بالحنان اذهب ياابنى اللعب قليلا وحين انتهى من التطريز هذا فأنى سأدعوك لتأتى وتجلس بجانبى وتنظر الى ما انا افعله من الناحية التى أراها انا
مضى بعض الوقت ثم سمعت صوت والدتى تنادينى لانظر الى ما كانت تعمله
اجلستنى بجانبها وارتنى لوحة الكانفا التى كانت تعملها
فنظرت واذا بزهره رائعة جدا بألوانها الجميله وكدت لاأصدق ما أنظر لان نفس هذه الزهره كان منظرها قبيح جدا من الخلف وهى ملىء بالخيطان المتشابكه من كل لون
سألت والدتى كيف استطعتى ياماما عمل كانفا جميله كهذه ...
رأت والدتى علامات الاندهاش والتعجب بادية على وجهى...
فقالت لى يا أبنى ان الذى لم تعرفه عن هذه الكانفا هو انه كان عليها رسمة الزهره ولكن لم تكن مشغوله بعد
فأخذت انا أنا أتبع تلك الرسمة واضعه الخيطان فى المكان المناسب
وهكذا استطعت ان اعمل منها لوحة جميلة كالتى تنظرها.....
عزيــــــــــزى
كثيرا مانرفع أعيننا الى السماء ونقول له .....
يارب ماذا تفعل فيجيب الرب ويقول لك:
اننى أطرز حيــــــــاتك
فنقول له ولكن ها كل شىء فى حياتنا متشابك ويبدو وكأن لامعنى له
فالايام صعبه ومره
فيجيبك الرب ويقول:.....
ياأبنى اذهب انت واهتم بعملى على الارض وتمم أرادتى ويوما من الايام سأدعوك الى ههنا فتجلس فى حضنى وأريك تطريزى لحياتك
من ناحيتى انا ...
فحينئذ تعي خطتي وتفهم مقاصدي