سر قوة دم المسيح

بسم الآب والإبن والروح القدس .. آمين ..



* سر قوّة دمّ المسيح *

في دمّ يسوع المسيح قوّة وفداء لكل إنسان . أعلن المسيح حقيقة مجيده، وهي أنه دفع كل الحساب عن كل البشر. قال بولس الرسول : "فليكن معلوما عندكم أيها الإخوة أنه بهذا ينادى لكم بغفران الخطايا". إن الغفران الحقيقي واقع ملموس، مثل الصليب الذي مات عليه المسيح ليعطينا هذا الغفران. وبدون أن نختبر الخلاص، يظل الغفران غير مفهوم لدى الكثيرين. فالفرح الذي يختبره من تمتع بالغفران يجعل البعض لا يصدقون أنه حقيقي، لكن علينا أن نتأكد أن الغفران الإلهي ليس قصّة خيالية بل (الغفران مبني على أساس راسخ، هو الحقيقة التاريخية لذبيحة الفداء التي قدّمها يسوع المسيح). فلقد تألمّ من أجل الخطأة لكي يقربنا إلى الله. لم يكن الصليب أسطورة خيالية، لكنه دم حقيقي سال على أرض حقيقية ليعطينا تطهيرا حقيقيا من خطايا إرتكبناها.





في كل الكتاب المقدّس لم يوصف أي دمّ بأنه دمّ ثمين إلاّ دمّ يسوع، لهذا فرح يوحنا المعمدان عندما شاهد يسوع عند نهر الأردن فصاح قائلا "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يوحنا 1 : 29)". إنّ قوّة دمّ المسيح تقدر أن تتعامل مع الخطيّة من جذورها، إنّ دمّ (حمل الله) وحده له قيمة وسلطان ليخلّص من الخطيّة وذبيحته كافية لفداء كل البشر في كل الأجيال. عندما كان يسوع يعيش في أرضنا ويحرر الناس من استعباد الشيطان، كان الشيطان يراقب يسوع وهو يشفي العمي والعرج وكان يسوع يحطّم أعمال الشرير، فغضب الشيطان وتآمر عليه ليقتله، فأوحى إلى الأشرار ليصلبوه. وكم أحسّ بالرضى ذلك الشيطان وهم يسمرّون يديه اللتّان صنعتا الرّحمة. وياله من مخطيء : فالدّماء المسفوكة على الصليب هي التي حطّمت قبضة الشيطان.



http://www.4evergrace.net/www.4evergrace.net/Images/22nn5.gif

توجد قوّة تصنع المعجزات في دمّ الحمل. دمّ يسوع كان دما فريدا، لأنه بالنسبة ليسوع كان الأمر مختلفا، لم يكن له أب أرضي، ولم يكن بالإمكان تصنيف فصيلة دمه تحت فئة معينة. لأنه كان مستقّلا عن أي جينات وراثية، فأبو يسوع هو الآب السماوي.
لقد أوحى الله إلى لوقا ليكتب لنا الحقائق التي عرفها من العذراء أم يسوع، فقال : " قالت مريم للملاك، كيف يكون هذا وأنا لا أعرف رجلا؟ فأجاب الملاك، "الرّوح القدس يحلّ عليك وقوّة العلي تضللك، فالقدّوس المولود منك يدعى إبن الله". كانت مريم ويوسف مخطوبين، فحملت مريم وهي عذراء بمعجزة إلهية، لذلك يسوع لم يرث فصيلة دمّ يوسف. فكان يسوع المسيح وحيدا من الآب. "لذلك دمّ يسوع كان دما إلهيا وذلك هو سرّ تفرّده".
دم المسيح هو دمّ إلهي. يصف بولس الرسول الكنيسة بأنها كنيسة الله التي اقتناها بدمه. كيف يمكن أن يكون ذلك؟ أليس الله روحا, والرّوح ليس له لحم ودمّ؟ إذن الجواب : " فالكلمة صار جسدا وحل بيننا" يوحنا 1 : 14 .




كتب تشارلز ويسلي : تحمّل الربّ يسوع خمسة جروح دامية على صليب الجلجثة، هي صلوات مؤثرة لأجلي ودفاع قوّي عنيّ، كانت جراحه تصرخ ) إغفر له ... إغفر له ، لم تكن تقول: ليمت هذا الخاطيء) لقد عاقب الله قايين بسبب موت أخيه هابيل، لكن أحدا منّا لم يتألم أو يعاقب لأجل موت المسيح، بل أنه مات لأجلنا.
عندما سمّر جنود الرّومان جسد المسيح الحي على خشبة الموت، سالت دماءه على أيديهم لكن يسوع استمر يصلّي قائلا : "يا أبتاه إغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون". إن كان الله قد غفر لهؤلاء الجنود، فقط بسبب نفس الدماء التي سفكوها (لأنه بدون سفك دمّ لا تحصل مغفرة). والغفران لا يحدث إلاّ عن طريق دمّ يسوع المسيح.