اختيار الفرح
حبقوق 3
فإني أبتهج بالرب و أفرح بإله خلاصي ( حبقوق 2 : 18 ).
كانت امرأة محزونة تبوح لإحدى صديقاتها بمشاعرها المصطبغة بالأسى، فقالت لها الصديقة راثية لحالها: " حقاً إن الحزن يصبغ حياتنا جميعاً!" فردت المرأة:" أجل، ولكي عازمة على اختيار ألوان الصباغ." وفي النص الكتابي الذي قرأناه اليوم، نجد أن النبي حبقوق عبر عن عزم مُشابه. فإذ واجهه احتمال خسارة المحاصيل والمواشي، صرح قائلاً: " فإني ( رغم كل شيء ) أبتهج بالرب، و أفرح بإله خلاصي" ( 3 : 18 ). وقول النبي " فإني " يُظهر اقتناعه بأنه يستطيع أن يختار ردة فعله إزاء الخسارة الممكنة: إما التردي في هوة اليأس، و إما الابتهاج والفرح بقدرة الله المخلصة. على أن اختياره الفرح لم يكن إنكاراً للألم، بل كان عزماً على الثقة بالرب مؤسساً على حقيقة كون الرب سيظل معه فيمده بالقوة التي تمكنه من مواجهة أي حال ( ع 19 ). إن اختيار الفرح مُتاح لنا كل يوم. ورفضنا اختياره هو اختيار بحد ذاته. فأن نقبل الهزيمة عوضاً عن التصميم على الانتصار بقوة الرب ما هو إلا استسلام روحي، وإن كنا لا نعي ذلك. فعوضاً عن السماح للظروف بأن حملنا كريشة في مهب الريح، يمكننا أن نرتفع فوق ظروفنا إذ نحول أنظارنا إلى الرب الذي يقوينا و يُمشينا فوق مرتفعات صعوباتنا. حقاً إن الخسارة والألم يصبغان الحياة، ولكن في وسعنا أن نختار إضفاء لون الفرح الذي يقلب الأمور رأساً على عقب ! اختر الفرح والابتهاج، تُضف على حياتك لوناً رائعاً.