المحبة في ميدان العمل
متى 5 : 11 – 16
فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات ( متى 5 : 16 ).
يقول "بل هايبلز"، في كتابه " مسيحيون في ميدان العمل" إن الذين هم خارج الإيمان غالباً ما يقولون: " أرني" قبل أن يقولوا " أخبرني". و أنا أعرف شاباً من ألمانيا اسمه " ولفغانغ "جسد هذا المبدأ في ورشة بناء كان يعمل فيها. فإذ كان مؤمناً متحمساً دأب في قراءة آيات من الكتاب المقدس في أثناء الغداء. ومع أن زملاءه استهزئوا به، لم يتوقف عن عادته اليومية هذه، بل صلى طالباً أن ييسر له الله سبيلاً لإظهار محبة المسيح لهم. فلما كان العمال ينصرفون مساءً إلى بيوتهم، كانوا دائماً يتركون أحذيتهم الموحلة في الورشة. و هكذا كان يتأخر بعد العمل لينظف لهم أحذيتهم. دُهش الرجال أولاً و تحيروا، ولكنهم ما لبثوا أن أدركوا أن " ولفغانغ " كان بينهم الوحيد الذي يمكن أن يؤدي هذه الخدمة الوضيعة. و من ثم صاروا ليس فقط يحترمونه بل يطلبون إليه أن يقرأ لهم من الكتاب المقدس. لما رأى زملاؤه أعماله الحسنة بدأوا يُصغون إلى إلهه. لقد قال المسيح: " فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات ( متى 5 : 16 ). فإن كنت مشتاقاً لأن تجتذب الذين حولك إلى المسيح، فدع محبته تشع من خلالك بأن تقوم بأفعال عملية لمجد الله وحده. حياة المؤمن بالمسيح نافذة منها يستطيع الآخرون أن يروا المسيح.