مسيحي بس بالاسم
في هوية الأحوال المدنية نلاحظ حقل الديانة أو المعتقد تشغله لفظة مسيحي للأشخاص المعتنقين للمسيحية لذلك فهم فخورين أحياناً عند النظر إلى هذا الجانب وتجدهم يقولون نحن مسيحيين ولكن لحظة.......
هل الله يتعامل مع هويات الأحوال المدنية أم مع القلوب وأعماق الإنسان؟ هل كلمة مسيحي لقب أم اسم فقط؟.
هل يعلم الشخص المسيحي مسؤولية هذه الكلمة أمام الله وأمام نفسه؟.
نرى في مجتمعنا اليوم أناساً ليس لهم علاقة بالكنيسة على الإطلاق ويتعاملون مع الكنيسة كمؤسسة أو دائرة حكومية فإذا احتاج الشخص أن يتعمذ يراجع الكنيسة أو أن يتزوج أو مطلق الحال أو شهادة العماذ وغيرها من الأمور التي تبدو للوهلة أموراً مهمة وضرورية للحياة الاجتماعية للفرد المسيحي ولكن رغم هذا تبقى هذه الأمور سطحية وبعيدة كل البعد عن الهدف الحقيقي الذي من أجله يجب أن نحضر الكنيسة, ومع الأسف فالكثير من المسيحيين اليوم لا تتعدى أهداف حضورهم الكنيسة هذه الأمور السطحية, فعلاقتهم بالكنيسة هي لخدمة مصالحهم الشخصية فقط لا غير.
نحن لا نلقي اللوم على أحد في داخل الكنيسة أو خارجها ولكن إن أردنا أن نسلط الضوء على المسببات أو ما أدى إلى هذا الفتور الروحي تجاه الكنيسة فإن أول الأشخاص الذين يمكن أن نلقي اللوم عليهم هم الأهل الذين يجب أن يعلِّموا أولادهم كيفية التعلق بالإيمان المسيحي الصادق بأمانة وثقة بمواعيد الرب كي ينالوا الحياة الأبدية, متذكرين دائماً قول الرب ((كن أمينا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة الأبدية)).
على الأهل أن يدفعوا أولادهم بمحبة وثقة إلى المشاركة في نشاطات الكنيسة التثقيفية والتناول الأول والتعليم المسيحي والأخويات والمشاركة في الذبيحة الإلهية في القداس مع شرح معنى هذا العمل الفدائي للأولاد وتوضيح أن الخلاص لا يتم إلاّ بالمسيح يسوع والعمل بوصاياه والثقة به إلى النهاية رغم كل الظروف السيئة التي يمرون بها.
رجاءنا من كل الأهل والذين يقرئون هذا الرسالة من المسيحيين أن لا يمروا مرور الكرام على كلامنا هذا فهذه ليست مجرد ثرثرة كلامية ولا أطلب الشهرة لنفسي ولكنها حياتك وحيات أبناءك وأنت الذي ستجازى عليها في يوم الرب لأنك ستدفع الثمن غالياً لإهمالك لرسالته المقدسة ووعوده الكريمة معك.
وسلام المسيح الذي يفوق كل السلام مع قلوبكم يا أحبتي القراء.