veve مشرفة قسم الصلوات (فراشة المنتدى)
عدد الرسائل : 212 العمر : 39 الموقع : بالعراق العظيم العمل/الترفيه : خريجة ومتعينة بالمطبخ المزاج : حسب الوضع وسام العضو المييز : تاريخ التسجيل : 03/05/2008
| موضوع: العاصفة الثلجية الجمعة أكتوبر 10, 2008 7:26 am | |
|
من عشر سنوات خلال شهر فبراير هبت عاصفة ثلجية عنيفة علي الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية و تجمدت مياه الأنهار و أعلنت حالة طوارئ في جميع المطارات ...و كانت احدي الطائرات تقلع من المطار الدولي بمدينة واشنطن و مع انه تم رش اجنحتها بمادة خاصة لأذابة الثلوج التي تراكمت عليها الا انه بمجرد اقلاعها لم تستطع الصعود و سقطت في النهر المتجمد الملاصق للمطار و انشطرت الي نصفين و غاصت في الاعماق بكل ركابها ما عدا خمسة اشخاص وجدوا انفسهم وسط الماء المتجمد فأمسكوا ببعض الحطام المتبقي من الطائرة و هم في حالة رعب و خوف ليس من هول الصدمة فقط بل لانهم عرفوا ان اجسامهم ستتجمد خلال دقائق !
و تعالوا لنعرف بقية القصة من احد الناجين ، الذين تم انتشالهم في اللحظات الاخيرة ... كان يتكلم امام عدسات التليفزيون و هو يبكي ...
لقد احسست انها النهاية ...! لم يكن هناك امل ... كانت اطرافي تتجمد بسرعة ... تملكني يأس شديد ... و فجأة سمعت صوتاً خافيا هادئا ..واثقا ! !
فنظرت إليه ووجدته احد الناجيين معنا ... قال لنا بهدوء ... قد نتجمد الان قبل ان تأتي النجدة فهل تعرفون الى اين ستذهبون ؟؟؟ !
و فوجئنا بهذا السؤال الذي لم يكن احد منا يفكر فيه ... و لكن عندما نظرنا الي حالتنا وواجهنا حقيقة موقفنا ... استسلمنا ! ! و لم نستطع الرد عليه ... لأننا لم نكن نملك اجابة واضحة ... اجابة حاسمة ! و حاول الرجل ان يتكلم معنا و لكننا لم نتجاوب معه ...
و ابتدأنا نفقد الوعي ...
و فجأة جاءت طائرة مروحية ... و انزلت حبل به طوق نجاة و فوجئت بالرجل الغريب ..العجيب.. يأخذ طوق النجاة الذي سقط بجانبه و يعطيه لأحدنا ! و جذب مساعد الطيار الحبل بسرعة ثم قذفه مرة اخري و تكرر نفس المشهد ,, اخذ الرجل الطوق و اعطاه لأخر ! !
و لم يتبق احد الا انا و هذا الرجل ...و كانت قوانا قد خارت تماماً و بدأت اجسامنا تتجمد...و جاء الطوق من فوق ... ووجدت الرجل يعطيه لي ! و لم امانع ... فقد كنت اتشبث بالحياة ...و ابتدأ مساعد الطيار يرفعني
فنظرت الى الرجل و سألته :
لماذا ؟ لماذا تفعل هذا ؟
فأجابني بكلمات ...... هزتني ... رجتني .... حيرتني ....كلمات لن انساها مدى عمري ... قال لي بكل هدوء و ثقة :
" لأني أعرف الي اين اذهب ... أعرف ان احضانه في انتظاري " .
لماذا انت متأكد وواثق هكذا ؟
فأجابني بكلمة ... كلمة واحدة ... كلمة قلبت حياتي..... كلمة غيرت حالي ... كلمة زعزعت كياني... كلمة لم اسمعها من قبل... لم اعرفها من قبل ... هتف بها من اعماق قلبه قائلا :
" لأنــــــــــــــــه أبـــــــــــــــــــــي "
وعندما نزل الطوق مرة اخرى . . رجع فارغاً !!
لأن الرجل لم يكن هناك ... كان جسده متجمداً هناك ... و لكن روحه لم تكن هناك ... كانت في مكان اخر ..كانت في حضن أباه .
و في اليوم التالي و اثناء مراثم دفن جسده وقفنا نحن الاربعة الذين كنا معه في الماء ...كنا مثله مسيحيين .. نذهب الي كنائسنا ..نحترم فرائضنا ..نمارس طقوسنا ..نصوم اصوامنا .. كانت مسيحيتنا جزء من روتين حياتنا..
كان مسيحنا الذي نحمل اسمه يجري طول الوقت ورائنا !
يلهث خلفنا .. يعيش علي هامش حياتنا .. خارج قلوبنا ! ! و لكن مسيحه كان يعيش بداخله !!
أه... لم نكن مثله ... كان مختلفاً عنا ... كنا نعرف مسيحنا بالجسد أما هو فكان يعرف مسيحاً بالروح .
و من خلال دموعنا طلبنا من الذي حملنا اسمه طول عمرنا نتيجة ولادتنا من عائلات مسيحية بدون ارادتنا , و ظننا اننا على هذا الاساس سندخل السماء ... بالوراثة
طلبنا من الذي مات علي الصليب من اجلنا ..واعطانا دمه ليطهر قلوبنا ..و لكن في زحمة حياتنا و اهتمامنا بأجسادنا و اعمالنا و اموالنا و روتين عبادتنا ..نسيناه !!!
ا ه نسينا انه مكتوب ان ليس بأحد غيره الخلاص (أعمال 4)
أه نسينا انه مكتوب ليس احد يأتي الي الاب الا بي (يوحنا 14 )
اه نسينا انه مكتوب ان كثيرون يدعون و قليلين ينتخبون ( متي 22 )
و امام القبر سمعنا الصوت و فتحنا ابوابنا .. فتحنا قلوبنا ... و طلبنا منه ان يدخل ! طلبنا منه بكلمات بسيطة ... ضعيفة .. لم نكن نملك غيرها .. لم نكن نعرف ان نقول غيرها .. و لكن عنده كانت تكفي و تزيد لأنه لم يكن يريد غيرها...
فهو يريدك كما انت لأنه يعرف قلبك و ما في داخلك و عرفنا معني ما هو مكتوب ...
" و أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً ان يصيروا اأولاد الله الذين ولدوا ليس من دم و لا من مشيئة جسد و لا من مشيئة رجل لكن من الله ولدوا...
(يو 1 : 12 – 13 ) "
أه ما اروع ان نكون اولاده و نناديه قائلين ... يا أبــــــي ...
ستعرف معنى الفرح الذي لا يستطيع احد ان ينزعه منك .
ستختبر معنى السلام الذي لا يستطيع احد ان يأخذه منك
سيذهب القلق . ولن يكون هناك مكان للخوف او المرض .
لأن الذي سيكون بروحه في داخلك لن يسمح للعالم ان يمس شعرة من رأسك ( لوقا 21 )
و لن يستطع احد ان يؤذيك لأن من يمسكم يمس حدقة عيني ( زك 2 )
و ستعرف الي اين ستذهب و ستعرف الطريق لأن يسوع هو الطريق و الحياه ومن امن بي و لو مات فسيحيا ( يوحنا 14 : 11 )
فتعال الان الى أحضانه
| |
|
mffadi الادارة
عدد الرسائل : 598 العمر : 39 الموقع : نت وبس المزاج : ماشي حالي تاريخ التسجيل : 30/03/2008
| موضوع: رد: العاصفة الثلجية الإثنين نوفمبر 17, 2008 8:37 am | |
| ستعرف الي اين ستذهب و ستعرف الطريق لأن يسوع هو الطريق و الحياه ومن امن بي و لو مات فسيحيا ( يوحنا 14 : 11 )
مشكووووووووورة رائعة | |
|